تخطى إلى المحتوى

القسم الاستفتاءات ل​​مكتب المرج​ع الديني الشيخ الفيّــاض

سئوال:  يتقدم مركز الإمام المهدي (عج) للتنسيق بأسمى آيات التهنئة والتبريك من صاحب الأمر (عج) والمراجع العظام أعلى الله مقامهم السامي ودام ظلهم الوارف، وعامة المؤمنين بمناسبة ولادة سيدة النساء صلوات الله عليها. ولأهمية هذه المناسبة لعموم المؤمنين نأمل من مقامكم الكريم التفضل الأبوي بإرشاد للمؤمنين من وحي هذه المناسبة العطرة تثبيتاً لعقائدهم، حيث سنقوم بنشر رأيكم الشريف على شاشة التلفزه ومواقع الإنترنيت كي تعم الفائدة.
الجواب: إن للزهراء (ع) مقاماً عظيماً في الإسلام، وعند صاحب الشرع النبي (ص) وقد صدر منه عليه الصلاة والسلام من الكلمات التي تفوق حد المدح والإطراء في حقها (ع) ما أوجب على الأمة الإلتزام بعصمتها وبكونها منزهة عما يوجب الشك، أو المحامل العائدة إلى الأغراض والأهواء الشخصية مما ابتلى به كثير من الصحابة، مما جعلها مصدراً نقياً ومنبعاً صافياً ومصدراً تاماً للسنة النبوية في قولها وفعلها وتقريرها لاتختلف بذلك عن الأئمة المعصومين (ع). وقد قال عنها الرسول الأكرم (ص) : ((انها بضعة مني)). وقال : ((مايغضب فاطمة يغضبني)). وقال : ((فاطمة سيدة نساء العالمين)). وفضلها على مريم بنت عمران (ع). وقال : ((يؤذيني ما يؤذيها))، وقال : ((لولم يكن علي لم يكن لفاطمة كفوء)). و معلوم مكانة على (ع) في الإيمان والعمل والطهارة. وهذه الأحاديث مروية بكثرة من طرق الفريقين ودلالتها على العصمة بإطلاقها واضح إذلم يصدر من النبي الأكرم (ص) هذا الإطلاق بقرن أذاه بأذى أحد إلا بحقها، وحق أمير المؤمنين، وولديهما. وهذا دليل تنزههم عن كل مايرجع إلى الدنيا وغاياتها وتمحض إيمانها حتى صارت حرمتها كحرمة رسول الله (ص). وهذا ليس من جهة حق رعايتها لأنه يحبها بسبب بنوتها له. وإلا هناك من بني هاشم و من له برسول الله النسب المستحق للرعاية ومع ذلك لم يصدر منه (ص) بقدر ما صدر منه (ص) في حق بنته الزهراء (ع) ومكانتها العظيمة. ومن فضائلها (ع) ان تزويجها جاء بأمر من السماء فلم يشأ الله أن يكون لها زوج غير أميرالمؤمنين حتى أن النبي(ص) لم يشأ البت في ذلك من دون أمر من الله سبحانه وتعالى. وقد آلت على نفسها الوفاء لرسالة الإسلام، وأحقية أهل البيت(ع) في المقام بعد النبي(ص) فقامت في أكثر من مناسبة للدفاع عن حقانية أميرالمؤمنين(ع) بالخلافة بعد النبي(ص) منها خطبتها في المسجد النبوي محتجة على المهاجرين والأنصار دون أن يكون لأحد منهم جرأة على الرد على منطقها الفياض، وأقامت الحجة على حقانيتها بأرض فدك التي نحلها إليها رسول الله (ص) في حياته وكان لها موقف يوم هجوم القوم على الدار مطالبين أميرالمؤمنين بالبيعة فحاولت الإحتجاج أيضاً عليهم ومنافاة فعلهم لقدسية بيتها وهم غير مصغين لها حتى جرى ما جرى مما لايحيط به قلم. ولكن ترتب على جهادها في تلك المواقف إبراز الحق للأجيال وأنها (ع) ماتت مظلومة غير راضية، ومن الطبيعي أن يسأل كل طالب للحقيقة عن سر مواقفها وهي المنزهة بلسان القرآن في آية التطهير والمنزهة على لسان النبي (ص) فلايبقى للحق مذهب إلا معها و في صفها، وأي حق غير رسالة الدين وما كانت الزهراء (ع) تفعل ما تفعل وتتعرض للأذى إلا لخوفها على انحراف القيم الدينية. فسلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت، ويوم تبعث حية تطالب بحقوقها وظهيرها رسول الله خيرة الله من خلقه، وأميرالمؤمنين شاهدها..