القسم الاستفتاءات لمكتب المرجع الديني الشيخ الفيّــاض
الصفحة الرئيسية أسئلة الشرعية المعاملات – الباب التاسع مسائل في العقائد أود أن أعرض على سماحتكم موضوعاً لا أعتقد أنه بعيد عن أنظاركم الشريفة ولكني أود أن أرى من سماحتكم رداً موجّهاً يناسب حجم الموضوع و أبعاده. ان المتتبع للساحة العراقية يجد ان موضوع ظهور الإمام المهدي (عج) أخذ أبعاداً خطيرة و متشابكة إذ ان اجتماع عدة امور ساهمت في أبرز الموضوع بشكل آخر أساء كثيراً لفكرة المهدوية وظهوره المبارك، فالكثير من أبناء الشعب العراقي يعانون الآن من احباطات سياسية و إجتماعية عديدة خصوصاً بعد ما ارتبطت العملية السياسية ــ في أذهان الكثير ــ بالمرجعية وأخذ البعض يحمل المرجعية سوء ادارة الخدمات في الحكومة، وكذلك الفساد الإداري والمالي المستشري في الحكومة والبرلمان وبشكل يصعب تغطيته في الوقت الحاضر والذي ألقى بظلاله على الشارع خصوصاً وان العملية السياسية قد اصطبغت بملامح أتباع أهل البيت (ع). ولقد برز ــ بالإضافة الى هذه الإحباطات ــ عنصر الجهل وبشكل كبير بقضية الإمام المهدي، فخلال السنوات الثلاثين العجاف الماضية لم تسنح فرصة تربية شعبية واعية للمهدوية وانما تلقى معظم الناس نتفاً من اخبار و أحاديث قليلة من هنا و هناك خلقت فكرة ضبابية ومشوهة ساعدت على تقبل أي فكر منحرف يبينه بعض المنحرفين ومن ورائهم من يدعمهم من جهات موجهة، أو منظمة واسخبارية غاياتها خطيرة ومرعبة ودوافعها السياسية والعقائدية مخيفة. إن هذه المجاميع المنحرفة أخذت تنصب شباكها بين البسطاء من أتباع أهل البيت (ع) مستغلة الظروف السياسية والإجتماعية الحالية المضطربة و تضمهم إلى مجاميعهم وأفكارهم الهدامة مستفيدة من غياب وقفة حازمة وحادة منهم، إذ درجت المرجعية على اتخاذ موقف المدافع والشارح للمقلدين الذين يستفتون المراجع العظام عن هذا الموضوع؟
سئوال:
 أود أن أعرض على سماحتكم موضوعاً لا أعتقد أنه بعيد عن أنظاركم الشريفة ولكني أود أن أرى من سماحتكم رداً موجّهاً يناسب حجم الموضوع و أبعاده. ان المتتبع للساحة العراقية يجد ان موضوع ظهور الإمام المهدي (عج) أخذ أبعاداً خطيرة و متشابكة إذ ان اجتماع عدة امور ساهمت في أبرز الموضوع بشكل آخر أساء كثيراً لفكرة المهدوية وظهوره المبارك، فالكثير من أبناء الشعب العراقي يعانون الآن من احباطات سياسية و إجتماعية عديدة خصوصاً بعد ما ارتبطت العملية السياسية ــ في أذهان الكثير ــ بالمرجعية وأخذ البعض يحمل المرجعية سوء ادارة الخدمات في الحكومة، وكذلك الفساد الإداري والمالي المستشري في الحكومة والبرلمان وبشكل يصعب تغطيته في الوقت الحاضر والذي ألقى بظلاله على الشارع خصوصاً وان العملية السياسية قد اصطبغت بملامح أتباع أهل البيت (ع). ولقد برز ــ بالإضافة الى هذه الإحباطات ــ عنصر الجهل وبشكل كبير بقضية الإمام المهدي، فخلال السنوات الثلاثين العجاف الماضية لم تسنح فرصة تربية شعبية واعية للمهدوية وانما تلقى معظم الناس نتفاً من اخبار و أحاديث قليلة من هنا و هناك خلقت فكرة ضبابية ومشوهة ساعدت على تقبل أي فكر منحرف يبينه بعض المنحرفين ومن ورائهم من يدعمهم من جهات موجهة، أو منظمة واسخبارية غاياتها خطيرة ومرعبة ودوافعها السياسية والعقائدية مخيفة. إن هذه المجاميع المنحرفة أخذت تنصب شباكها بين البسطاء من أتباع أهل البيت (ع) مستغلة الظروف السياسية والإجتماعية الحالية المضطربة و تضمهم إلى مجاميعهم وأفكارهم الهدامة مستفيدة من غياب وقفة حازمة وحادة منهم، إذ درجت المرجعية على اتخاذ موقف المدافع والشارح للمقلدين الذين يستفتون المراجع العظام عن هذا الموضوع؟
الجواب: لا شكّ ان الدعاوي المهدوية التي ظهرت مؤخراً في العراق باطلة و هزيلة ومخجلة في بلد كالعراق وضالة ومضلة، والمدّعون لها كذابون دجالون، يجب على المؤمنين تكذيبهم والإجتناب عنهم لأنهم منحرفون ومسيئون للمذهب، وهدفهم استغلال البسطاء من الناس بالمال وابعادهم عن الطريق القويم وزرع الفتنة وإيجاد البلبلة في البلد. وليعلم الناس أن ظهور الإمام (عج) بيد الله تعالى فلا أحد يعلم بوقت ظهوره الاّ الله عزّوجلّ، وكل من يحدد وقت ظهوره فهو كذاب، كما ورد عنه (ع) في أجوبته عن أسئلة اسحاق بن يعقوب : ((... و أما ظهور الفرج فإنه إلى الله تعالى ذكره وكذب الوقاتون...))، وكذلك من يدعي أنه رسول من قبله (ع)، أو أنه يلتقي به، فهو كذاب و دجال، وقد ورد في روايات الأئمة (ع) أن كل من يدعي رؤية امام العصر فعلى الناس أن يكذبوه ولايصدقوه فما ظنك بدعوى الرسالة عنه. وأما إذا ظهر (ع) فظهوره يكون أكبر حدث يقع على الكرة الأرضية لتهتز بكافة أرجائها، وليستيقظ العالم بأسره ويسمع صوت دعوته الى الإيمان بالله وحده لاشريك له ورسالة رسوله (ص) وولاية علي بن ابي طالب وأولاده الطاهرين (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، وفي نفس الوقت يأتي (ع) بمعجزات تبهر العالم ككل، وتفوق كافة التقنيات المتطورة في المجالات المختلفة الموجودة في العصر الحاضر، ولهذا يؤمن العلماء والمثقفون والمفكرون به (ع) ويصدقون بأن ما أتى به (ع) من المعاجز خارج عن قدرة البشر، وبذلك يسيطر على العالم ككل ويحكم البلاد بكافة قاراتها على أساس الحاكمية لله وحده لاشريك له وهي حكومة العدل الإلهي. وأما ما يظهر بين آونة و أخرى من الدعاوي المهدوية المختلفة فإنها دعاوي باطلة ومنحرفة وهزيلة أساءت لإمام العصر (ع) ومكانته العالية الشريفة ومقامه العظيم. وغير خفي ان للأوضاع التي تمر على البلد دوراً أساسياً في ظهور هذه الدعاوي الخطيرة والفتن، وهي كالتالي : 1 ــ البطالة، وفقدان فرص العمل في البلد. 2 ــ انعدام الوعي والثقافة الدينية بين الناس في هذه المسألة ولاسيما بين الشباب. 3 ــ يأس الناس عن الحكومة ومجلس النواب من جهة عدم الإهتمام الجاد بالخدمات الأولية الحياتية لهم كالكهرباء والسكن والمياه الصالحة للشرب وغيرها في طول هذه الفترة الزمنية وهي عشر سنوات تقريباً، حيث إن بإمكان الحكومة في هذه الفترة الطويلة أن تقوم بإنشاء محطات كهربائية في المحافظات الآمنة ومجمعات سكنية فيها للفقراء والمحرومين وبيعها عليهم بالأقساط طويلة الأمد كما هو المتعارف في جميع البلدان النامية، و هذا من أحد العوامل لإيجاد فرص العمل للعاطلين، ومن الواضح ان له دوراً كبيراً في استقرار البلد وأمنه وحسن ظن الشعب بالحكومة، لأن هذه الخدمات تخفف من آلام الشعب وتزودهم بالثقة. 4 ــ عدم صرامة الحكومة مع الإرهابيين والقتلة والمشاغبين والمنحرفين في البلد، إذ على الحكومة ان تدفن أية فتنة تظهر في مكانها قبل انتشارها. 5 ــ إختلاف الكتل السياسية والأحزاب على المصالح الذاتية والأغراض الحزبية الضيقة بدون الأخذ بنظر الإعتبار مصالح البلد والشعب ككل. 6 ــ الفساد الإداري والمالي من جهة واختلاف الرواتب العشوائية من جهة أخرى، ولكل من هذه العوامل دور كبير في ظهور هذه الدعاوي المنحرفة والمضلة والهزيلة والمخجلة من هنا و هناك..